دور المعلم في بناء شخصية الطالب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير))
صححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
وإليك هذه القصة الواقعية التى تجسد ذلك، اذكرها بالفاظها:
"أنا ولادي بيدرسوا وبيتعلموا في مدرسة حكومية.. العبد لله ماعندوش رفاهية انه يدفع أرقام من ذات الأصفار الكتير..
مدرسة حكومية يعني كثافة فوق الخمسين طفل في الفصل.. اه والله فوق الخمسين طفل ويمكن أكتر...ومش محتاج أشرح يعني ايه خمسين " روح " في فصل في مدرسة حكومية.. من غير شرح واضح طبعا.
عندي بقه بنت اسمها " فيروز " ..عندها حالة التصاق مع كراسة الرسم والألوان.. خد منها السندويتشات.. خد منها الكوتشي.. خد منها المصروف.. خد منها الشنطة بما فيها بس سيب لها كراسة الرسم والألوان.. دول جزء من روحها... رايحة جاية في البيت في الدرس في المدرسة بترسم.. ترسم أي حاجة وخلاص.. المهم انها ترسم.. وانا بقمة الديمقراطية سايبها وعادي جدا..
فيروز بقه عندها مشكلة في الكتابة.. بتكره تكتب وكرهها للكتابة انعكس علي خطها فبقينا نعاني من مشكلة سوء خطها ..." هيروغليفي " بيتكتب والله
واذ فجأة النهاردة فيروز بتحكي لي انهم حيوها في الفصل النهاردة والفصل كله صفق لها عشان خطها حلو
" قولي والمصحف " ...
حلفت بالمصحف وهي بتضحك وحكت لي الحكاية العجيبة بقه...
في وسط الفصل اللي فيه خمسين عيل الأبلة أخدت بالها ان فيروز بتحب الرسم ومتعلقة بكراسة الرسم جدا وفي نفس ذات اللحظة خطها " عفش " بكل ماتحمله الكلمة من معني..
قوم ايه بقه..
الأبلة قالت لفيروز.. " خلاص.. احنا هنكتب في كراسة الرسم "
ومش عايز احكي لكم بقه علي لمعة عين البنت وهي بتحكي الجزء ده
المهم بدأت فيروز تكتب في كراسة الرسم..
قوم ايه.. الأبلة تطلب منها تلون اللي بتكتبه... وكل مرة يطلع الخط أفضل شوية.. تطلع الأبلة جنيه من شنطتها وتديه لفيروز.. وبعدين تمسك كراسة الرسم وتقلب فيها وتبص علي الرسومات و تمسكها بايديها لفوق وتعرضها علي الفصل كله وهي بتقول لهم.. " ده رسم الفنانة فيروز " وتطلب منهم يصقفوا لها جامد علي رسمها الحلو
أنا أما شفت خط فيروز النهاردة في كراسة الرسم.. ماصدقتش... تطور غريب حصل.. وفرحة غير عادية في عيون البنت بالإنجاز وهي جاية لي وجايبة جنيهات الأبلة طول الأسبوع وجايبة معاها كراسة الرسم اللي بقت كراسة رسم وكتابة
أنا عايز أروح أبوس ايدين الأبلة " اعتماد عمر " ..اللي خدت بالها ان بنتي بتحب كراسة الرسم وان ده المفتاح... وأبوس ايديها تاني علي الإخلاص.. الإخلاص بأنها في وسط أكتر من خمسين طفل قدرت تكتشف نقطة نور في بنتي.. وأبوس ايديها تالت عشان برغم انها فوق الخمسين بتقوم وتلف الفصل ورافعة كراسة بنتي للعيال عشان يشوفوها ويشجعوها…
الأبلة " اعتماد عمر " واللي زيها هم شوية الأعمدة الصلبة اللي البلد دي لسه مسنودة عليهم ..اه والله العظيم ..ومن غيرهم محدش عارف الحال كان هيبقي ازاي ؟؟!!"
جزى الله خيراً كل معلم ومعلمة بهذا الشكل
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني التواصل معكم