منهج المواد الدراسية المنفصلة
ملخص
منهج المواد الدراسية المنفصلة
طبيعة منهج المواد الدراسية المنفصلة:
يعد أقدم أنواع تنظيمات المناهج، حيث يستمد جذوره من المنهج الكلاسيكي، ومازال له مناصروه.
يتكون منهج المواد الدراسية المنفصلة من عدد من المواد الدراسية التي تُدرس منفصلة بعضها عن بعض، ومنظمة تنظيماً منطقياً، حيث يخصص لكل مادة دراسية فترة زمنية محددة في جدول اليوم الدراسي، وفي معظم الأحيان تقسم المادة الدراسية الواحدة إلى أقسام مثل مادة الدراسات الاجتماعية، تقسم إلى تاريخ، وجغرافية، وتربية قومية أو وطنية.
تنظيم منهج المواد الدراسية المنفصلة:
من أبرز خصائص منهج المواد الدراسية المنفصلة، أنه يخطط مسبقاً أي قبل حضور التلاميذ إلى المدرسة.
يتم اختيار وتنظيم محتوى المواد الدراسية المنفصلة على أساس التنظيم المنطقي للمادة، وترتيب الموضوعات على النحو التالي:
أ- الانتقال من الماضي إلى الحاضر:
مثل: دراسة الأدب الجاهلي ثم صدر الإسلام.
ب- تنظيم المحتوى من البسيط إلى المركب:
في الرياضيات مثلاً: يتم دراسة العمليات البسيطة مثل الجمع ثم الطرح ثم الضرب ثم عملية القسمة التي تتطلب القيام بعمليات الضرب والجمع والطرح.
ج- تنظيم المحتوى من الجزء إلى الكل:
مثال ذلك نبدأ بتعلم الأرقام ثم العمليات الحسابية.
د- تنظيم المحتوى من السهل إلى الصعب:
مثال ذلك في الحساب تتم دراسة عمليات الطرح بدون استلاف ثم الطرح بالاستلاف.
يقع على المعلم عبء شرح وتلقين التلاميذ المعلومات التي يتضمنها الكتاب المدرسي، وعليه توضيح ما يصعب على التلاميذ فهمه، وكلما كان المعلم متعمقاً في مادته الدراسية كان ذلك دليلاً على قدرته على بلوغ أهداف منهج المواد الدراسية المنفصلة.
يعتبر الكتاب المدرسي المصدر الأساسي للمعلومات حيث يقوم خبراء المادة والمتخصصون بوضع المادة الدراسية في كتب يتسلمها التلاميذ في أول العام الدراسي.
نقد منهج المواد الدراسية المنفصلة:
أولاً: حجج المؤيدين:
تحصيل معرفة منظمة هو الطريق الناجح لاستخدامها فيما بعد.
القدرة على نقل ما يحتاجه الفرد من مادة دراسية معينة، والإفادة منها، لا يمكننا تنميتها دون دراسة مطولة ومنظمة للمادة الدراسية.
أدى استخدامه لسنوات طويلة إلى التمسك به من غالبية المدرسين وأولياء الأمور.
معظم المدرسين أعدوا في الكليات من خلال دراستهم لمناهج مواد دراسية منفصلة.
إعداد منهج المواد الدراسية المنفصلة أيسر من أي نوع آخر.
ييسر عمل المدرسين في عملية التعليم والتقويم.
ثانياً: حجج المعارضين:
عدم الاهتمام بتنمية الفرد وأن يصبح قادراً على التفكير المستقل والنقد الإبتكار.
عدم وجود نشاط.
عدم المرونة.
تجزئة المعرفة إلى أجزاء كثيرة، فالتلاميذ يتعلموا قدر أكبر من المعلومات غير الوثيقة الصلة وسرعان ما تتعرض للنسيان.
بُعد المنهج عن تطبيقات الحياة وخبراتها، وعدم مراعاتها لميول التلاميذ، أضعف دوافعهم العملية التعليمية.
انصرف إلى الاهتمام بتعليم التفاصيل، فأهدافه ضيقة.
الأفكار التى يمكن أن يتعلمها من خلال هذا المنهج محدودة.
ليست وسيلة مناسبة لتحقيق النمو المتكامل.
ثالثاً: مناقشة أدلة المؤيدين والمعارضين:
طريقة الإلقاء وتنظيم المنهج على أساس المواد الدراسية المنفصلة، ليسا متلازمين بالضرورة، فلا يستبعد قيام التلاميذ بعمليات عقلية نشطة، فطريقة التدريس لها أهمية بالغة.
لكن هذه الأهداف يصعب تحقيقها وتنميتها حيث؛
تنظيم المنهج لا يدعمها.
عوامل استمرار منهج المواد الدراسية وانتشاره:
شعبيته، وتأييد أساتذة الجامعات له.
سهولة إعداده وتعديله وتنفيذه.
تصميم المدارس الحالية، حيث يعتبر المنهج الأقل تكلفة.
نحو تحسين منهج المواد الدراسية المنفصلة:
رغم عيوب هذا المنهج إلا أن العديد من المؤشرات تدل على أنه سيستمر ويهيمن لفترة قادمة، لذا فإن من واجب على معدّّي المناهج التقليل من عيوبه.
وأسفرت هذه المحاولات عن:
أولا: إعادة تنظيم المواد:
عن طريق اختيار الموضوعات الأساسية والقضايا الكبرى.
ثانياً: تحسين منهج المواد الدراسية المنفصلة عن طريق الربط:
مثل الربط بين التاريخ والأدب في دراسة حقبة زمنية محددة (الترابط العرضي).
ومثل حساب سرعة القراءة السريعة بالرياضيات في درس اللغة العربية (الترابط المنظم).
ثالثاً: إزالة الحواجز بين المواد لتحسين منهج المواد الدراسية المنفصلة:
فتم دمج الهندسة والجبر وحساب المثلثات الديناميكا والإستاتيكا تحت الرياضيات.
رابعاً: الدمج بين محتويات مجموعة غير متقاربة من المواد:
كالدمج بين التاريخ والأدب في مقرر يعرف باسم تاريخنا القومي.
خامساً: تحسين طريقة التدريس والوسائل والكتب والتقويم.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني التواصل معكم